المكسيك وأمريكا- مفاوضات لتجنب حرب الرسوم الجمركية

تؤكد رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق مُرضٍ مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتجنب تفاقم الخلاف التجاري الراهن بشأن تطبيق رسوم جمركية جديدة على البضائع المكسيكية المستوردة، والمقرر البدء بتطبيقها اعتبارًا من الأول من شهر أغسطس القادم. وشددت شينباوم على استعداد حكومتها الكامل للدخول في حوار بناء مع الجانب الأمريكي، معربة عن إيمانها الراسخ بإمكانية التوصل إلى تفاهم مشترك يراعي مصالح كلا البلدين، ويحول دون إلحاق أي ضرر بالاقتصادين الأمريكي والمكسيكي على حد سواء. وأشارت إلى أن بلادها تبذل جهودًا حثيثة للتوصل إلى حل يراعي حساسية القطاعات الاقتصادية التي قد تتأثر سلبًا جراء هذه الرسوم. تجدر الإشارة إلى أن حجم الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة يتجاوز 400 مليار دولار سنويًا، مما يجعل المكسيك شريكًا تجاريًا هامًا وبارزًا لواشنطن. وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، قد أعلن في وقت سابق، عبر حسابه على منصة «تروث سوشيال»، أن السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ستخضع لرسوم جمركية أمريكية بنسبة 30% اعتبارًا من بداية شهر أغسطس القادم. ومنذ توليه منصبه في العشرين من شهر يناير الماضي، اتخذ ترمب سلسلة من القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي أثارت صدمة كبيرة في الأسواق المالية، وأدت إلى حالة من الغموض وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي. وفي مطلع شهر فبراير الماضي، فرض ترمب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية ومعظم الواردات الكندية، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 10% على السلع المستوردة من الصين، مطالبًا إياها بمنع تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة. وفي الثالث من شهر فبراير، علّق ترمب قرار فرض الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على المكسيك وكندا، ووافق على تأجيل تنفيذها لمدة 30 يومًا مقابل تخفيف إجراءات إنفاذ القوانين المتعلقة بالحدود ومكافحة الجريمة، إلا أن أمريكا لم تتوصل إلى اتفاق مماثل مع الصين. وفي السابع من شهر فبراير، أرجأ ترمب فرض الرسوم الجمركية على الواردات منخفضة التكلفة من الصين، وذلك حتى تتمكن وزارة التجارة من التأكد من سريان الإجراءات والأنظمة اللازمة للتعامل معها وجمع الرسوم الجمركية. وفي العاشر من شهر فبراير، رفع ترمب الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى 25%، وأبقى عليها ثابتة «دون استثناءات أو إعفاءات». وفي الثالث من شهر مارس، صرح ترمب بأن الرسوم الجمركية بنسبة 25% على البضائع من المكسيك وكندا ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الرابع من شهر مارس، كما ضاعف الرسوم المرتبطة بالفنتانيل على جميع الواردات الصينية لتصل إلى 20%. وفي الخامس من شهر مارس، وافق ترمب على تأجيل فرض الرسوم الجمركية لمدة شهر على بعض المركبات المصنّعة في كندا والمكسيك، وذلك بعد إجراء اتصالات هاتفية مع الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية.